وضعت الأبجدية بين أصغريها لتشق بحر القصيرة جدا .
وحين قاربت على المرفأ هاجمها قراصنة :
ــ هل تحتاج القصة '' كل هذا الحكي '' ؟! جل ما نريده هو الكنز المخبوء !
همهمت ثم قالت :
ـــ وهل يأثر ذلك أدبياً ؟؟
تحسس أحدهم سحنته والآخر يهرش لحيته :
ـــ لا ...لا لتزيد روابط الوصال عنـــد حدّ اللؤلؤ والمرجان ..
وهذه مــادة حيّة تحسب للكمال وتهديك بر الآمان !!
ضربت رأسها وأعرضت في دهشة تأكل محياها :
ـــ أمم عرفت ......... تالله .... !!
عاش شبابه يؤمن بالقضية فناله إقصاء ،
كان كلما قلب الأرض في منفاه ، قلبت موازينه وتأبطت روحه جفافاً
بدأ يتطلع لشقوق يديه التي إتسعت ، وانتهى عند خطوط طول مرسومة أسفل رجليه ..
عرَّج بمسحة للجبين مع تنهيدة متطلعاً الأفق ..البعيــــــد :
ـــ ليت حضنها دافئ يذيب صقيع السنين ،
دعا ، تأمل وصبــــر...حتى جاء يوم الفرج المشهود ..
عانقها متلهفاً والجماهير مصطفة تنتظر الوعود ؛
قال على رأس القصر :
ـــ أعدكم بفتح و...
وقبل أن ينهي خطابه سمع صوتاً على إثره ..
أطبق الجفون قائلاً :
ـــ آهٍ ! أيعقل أنّ لهيبك قـــــــــــرُّ
ومائدة كبشها نحيف ؟!
خرجت ، فابتاعت كل ماتشتهيه نفسها .
وعند المساء دخلت مثقلة الخطوات .. فصرخت الطفلة :
ـــ ماما .. ماما أغلبها ( 441 E)
نظرت شزرّا وردت بصوت مبحوح :
ـــ قليل نجاسة مسموح !!
ركض وراء أحلامه سعياً في الشهرة .
ما بين خطّي الهجوم و الدفاع أصيب بركلة ،
وقع مغشيّاً .. فبلع لسانه ،
مساءً غطت صورته عناوين الأخبار
'' متنقلا على كرسي مُــــــرُّ '' !!
تسلل بآخر الليل حبواً نحو غرفة مهجورة .
دجاها حالك وصمتها ساكن إلا من أنفاسه ،
في حـــــين هو يعقِد عقْدٌ وعقُود ..
سمع بالمكان حشرجة ، فمــــــــــدّ بصره في العتمة ..
لمح بصيص من بين أصابعه ورجفة ،
ضغظ على رأسها .. عكف الحبـــــــــر !!
تفنن'' إتيان'' بفرشاه ألوانه .
رسمها عارية ..إلا من حليّها ؛
ألهبت وجده ، فسحبته من بصيرته ..
ولّى '' نصر '' !!