‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراء ات في ومضاتي الحكائية ( ق ق ج ). إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراء ات في ومضاتي الحكائية ( ق ق ج ). إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

قراءة الكاتب والأديب المغربي '' الفرحان بوعزة '' لققج '' سلوى ''

 قراءة الكاتب والأديب المغربي
'' الفرحان بوعزة ''
عضو أكاديمية الفينيق
تم يوم 21/02/2017 بقسم الومضة الحكائية أكاديمية الفينيق
فتحية تقدير وعرفان لشخصه الكريم عن الجهد المبذول
لذا وجدنا من الأنسب نقل القراءة للمدونة الخاصة مع الشكر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة بن عادل
سلوى !!


في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،
ختمت أسفارها بقطف من رأسه المثمرة .
خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛
ــــ أتحبني ؟
ـــ '' أعجوبة ''.. أنتِ سلوى ، هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون .
تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته !

-----------------------------------
 قراءة الكاتب والأديب المغربي/الرباط /
'' الفرحان بوعزة ''

سلوى / يمكن اعتبار هذا العنوان مستقلا بنفسه لأنه يحمل تحت كنفه مجموعة من الدلالات قد تسلط الضوء على جسد النص ،وقد يكون منتزعا من رحم النص يضيء مساحة صغيرة مكونة من خطوط تنام تحتها معاني كثيرة. وأعتقد أن النص تشكل قبل البحث عن عنوان ملائم ومنسجم مع مضمونه ..العنوان عتبة مهمة يمكن اعتباره مفتاحا سريا للتجول بين جغرافية النص ، ولا يمكن أن نمر إلى النص قبل العمل على تفكيكه لغويا ودلاليا .
/ سلوى /أو السلوى / كل ما يدخل السرور والانشراح على النفس عندما يصيبها الغم والهم من أجل تجاوز ونسيان الأزمة ،وتطيبب النفس بالكلام الحلو والعذب الذي قد يزحزح الرفيق عن حالة اليأس إلى حالة الأمل والتفاؤل ..
في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،/عملت الساردة على خرق تركيبة الجملة بعدما صدرت كل وضعية بحرف جر "في " في الجملة الأولى ،و"حيث" في الجملة الثانية ، خرق جميل رغم ما يكتنفه من غموض من حيث المعنى المراد توصيله للقارئ ،وهو نوع من الكتابة المحفزة للقارئ أن يتعامل مع تأويله بحذر شديد، فالسفر هو الانتقال من مكان إلى آخر، ولكن سفر البطلة تم بالنفس والفكر والذات والتخيل عن طريق بناء عالم فريد ومتميز خاص بها ،فكأن الاستقرار بين حقول البرتقال التي تدل عليه كلمة "حيث " مكان أحدث ارتجاجا في النفس ،واهتزازا في الوجدان. دلالة على أن أشياء كثيرة تفتقدها البطلة في الحياة منها :الحنان والعطف ،والأنس ،والصداقة ،والتقرب إلى الآخر ،والتكيف الاجتماعي، والحب ..
إنها محاولة لتغيير حياتها وفق الوضعية التي توجد فيها رغم أنها لا تملك مخططا جاهزا لذلك ..
سافرت من أجل تذوق كأس قد يكون مرا ،وقد يكون حلوا ، لقد ركبت البطلة مغامرة مجهولة المعالم ، فاختارت مكانا " حقول البرتقال " المحفز على خلخلة الخواطر المكبوتة المملوءة بالأحلام والمتمنيات ،والرغبات المتراكمة في النفس والذات الفوارة .فهي إما أن تكون راغبة في تسلية نفسها،وإما أنها تبحث عن مؤنس يسليها عبر عمرها ،وأعتقد أن الدافع لذلك أنها تعيش عيشة بسيطة،ومنحدرة من شريحة اجتماعية متوسطة الحال وربما فقيرة.
" حقول البرتقال" توحي لنا أنها تشتغل كعاملة في جني البرتقال ، فرضية ممكنة ، وهناك من كان يراقب خطواتها وحركاتها ،فانتهزت الفرصة لتقرر أخيرا أن تأخذ رأسه المثمر والمليء بالمفاجآت المحزنة والسارة المسكوت عنها لتشكل من" الرأس" شخصية يقبل بها كما هي عسى أن تحقق رغباتها وطموحها ..
خُطاه الممدّدة ذهابا وإيابا كشفت خجل العباءة / جملة رسمت لنا حالة ذاك البطل المشرف على حقول البرتقال الذي يتأرجح بين الحيرة والارتباك والخجل ،"عباءة الخجل" فهو متردد وشاك في قدراته ،لا يملك جرأة كافية لتبديد حيرته والكشف عن نفسه بوضوح ،بل اكتفى بالذهاب والإياب ،والإقدام والابتعاد كتلك النملة التي تاهت عن موطنها .
دون لف أو دوران ،وبأقل من الكلمات استطاعت الساردة أن تخلق أزمة نفسية وارتباكا على مستوى السلوك والتصرف لكل من البطلين . فجاءت جملة " أتحبني " لتفتح كوة نحو انفراج الأزمة وتحريكها نحو حل ممكن يكشف بوضوح موقف كل منهما ، قبل الأزمة كانت الحركات تنوب عن الصمت ،وبعد الأزمة أصبح التعبير سيد الموقف إذ كشف عن ما يروج في النفس والفكر والتوجه والرغبة . كلمة "أتحبني" كانت فاصلة بين حالتين تتأرجح بين قوة التطابق وضعف التعارض ،لكن لما كشف البطل عن نفسه حين قال " ـــ '' أعجوبة ''.. أنتِ سلوى ، هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون . تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته ! " بدا التعارض واضحا بينهما من حيث الرؤية ، والمكانة الاجتماعية،والوضعية المادية ،والمظهر الخارجي ..
بطل سقط في التعجب والاستغراب ،كأنه أحس بالإهانة لما حاولت أن تجمع بينها وبينه عن طريق نصب فخ رفيع وهو الحب" أتحبني" فهو في الأعلى وهي في الأرض .فاجأته بسؤالها ،فلم يكن له الوقت للتروي والتفكير ،فرد بقوة وبعنف "أنت سلوى " سلوى الاسم ، سلوى الأنثى التي تعمل على تسلية الغير في أوقات عابرة .فقابل جرأتها بإهانة كبيرة، بعدما اعتبرها أنها تصلح للمتعة فقط إن اهتمت بنفسها ،وغيرت ملابسها ونظفت جسدها ..
نص جميل ،مغرق في الغموض الذي قد يضفي نوعا من الجمالية التي تأتي مكتملة وناضجة مع قراأت متعددة لتفتح مغاليق النص بعدما نتجول بين دهاليز المعاني المغيبة تحت الكلمات ..وليست كل قراءة هي مانعة وكاملة ،فالعمل الأدبي خدروف غريب كما يقول سارتر لا يوجد إلا بالحركة ولا يبرز للوجود إلا بالقراءة ولا يدوم وجوده إلا بدوامها ،وما عدا ذلك فهو مجرد خطوط سوداء على الورق ، أتمنى أن ينال هذا النص المشاغب والمستفز على مستوى المعاني الغائبة والمؤجلة قراأت أخرى أفضل وأحسن.
دمت مبدعة متألقة خديجة ،مودتي وتقديري 

الأحد، 25 مايو 2014

قراءة * سلوى !! قراءة القاص المصري : ربيع عبد الرحمن .

سلوى !!


في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،
ختمت أسفارها بقطف من رأسه المثمرة .
خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛
أتحبني ؟
: " أعجوبة .. أنتِ سلوى . هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون . 
تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته ! ".
...........

قراءة القاص المصري : ربيع عبد الرحمن 
سلوى

في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،
ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛
أتحبني ؟
: أعجوبة أنت سلوى ، هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون ..
تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته !
عند تناول هذا النص ، لا بد من التوقف ، أمام ثلاث ( الموضوع ، و المضمون و الشكل )
لننظر جيدا للحالة التفكيكية لهذا النص
و نحاول رسم معالمه من جديد ، و نرتب لغته ، على حسب ما نشتهي ، و نتصور ، سوف نلاحظ شيئا مهما ، أن هذا التفكيك الظاهر ، قادر على منحنا صياغة أخرى ، و بنفس عدد الكلمات ، و دون أن نستغني عن لفظة واحدة ، على عكس ما قد نجد في كثير من النصوص ، لأن المضمون هنا ، صنع شكله ، و بطريقة نهائية ..
في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزت وجدها ، ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
لنعيد ترتيب الكلمات أو الجمل داخل هذه العبارة ، لنرى هل تعطينا نفس المعطي ، و نفس الدلالة : حيث حقول البرتقال هزت وجدها ، في رغبة كأس سافرت .. ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
لنرى مرة أخرى : ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة ، حيث حقول البرتقال هزت وجدها . في رغبة كأس سافرت .
و ما قد يسري على هذه العبارة ، ربما و بالنفس الوتيرة يتلاءم ، كليا في العبارة التالية .. و في النص كله .. فهل أدى هذا إلي تغيير في الشكل ، أو في المضمون .. و اللذين يشكلان الموضوع المطروح و ما نطلق عليه ( سلوى .. أى تسلية و قضاء وقت ) .
و كأن كل جملة من جمل هذه القصة كائنا حيا ، قد يتنافر أو يتجاذب مع غيره من الجمل ، ليكون في نهاية الأمر المضمون ، و بالتالي يحقق الجنس الذي نحن بصدده !
بل ربما لا أغالي لو قلت أنه من الممكن أو المتيسر قلب النص رأسا على عقب ، بأن نجعل النهاية هي البداية ، أي قلب الأحداث و ترتيبها
و سوف تعطينا نفس النتيجة ، و لكن هل يظل الشكل هو هو ، أم تتغير ملامح الجينات التي كونته ، فمن الممكن أن يكون أكثر تماسكا ، و ربما العكس .. و هذا النوع من القصص ، يحدث إدهاشه من هذه القدرة على تبادل المواقع دون أن يختل المعني أو المضمون .
كانت غواية ما في حقول البرتقال
استطاعت أن تجذب فراغها
و رغبتها في الاغتواء
بعد أسفار عدة
و مكمن هذا الاغتواء كان رؤوس حقول البرتقال
إذ المسألة تبدو فيها عقلانية ما
و لكن لفظة كأس أعطت المعني صفة الرغبة الحسية للسفر و المحاولة
ثم بعد ذلك
تأتي الجملة الفيصل في الأمر : " خُطاه الممدّدة ذهاباً وإيابا كشفت خجل العباءة .
رغم أنها ذكرت في أول النص كلمة كأس ، التي تعني في العربية ، ربما التغنج أو الاسترواحة أو الشرب كمعني واضح ، إلا أن خفرا ما كان مايزال يحكم العلاقة ، كشفت خطاه المترددة و الملحة ذهابا و إيابا خجل العباءة !
أحسسنا هنا بحميمية البطلة الساردة لهذه الحالة التي سكنت داخلها
ثم يأتي السؤال : " أتحبني ؟! ".
ليكشف حجم الخداع و الزيف ، و أنها ما كانت سوى سلوى بعد جراح أو هزيمة ما !
لن أزيد رغم أن عندي الكثير لأضيفه هنا
و لكن .. قصتك أستاذة خديجة هي التي أرغمتني على هذا الحديث
شكرا لك و لتلك القصة التي أعادتني إلي حالة أحببتها دائما ، أن اعيش بين يدي الكشف لأرى جيدا !
...
تمت القراءة بملتقى المبدعين والأدباء العرب .