‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات الأستاذة : خديجة بن عادل في ق ق ج لبعض الزملاء والزميلات .. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات الأستاذة : خديجة بن عادل في ق ق ج لبعض الزملاء والزميلات .. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 2 أبريل 2017

قراءة في .. (( من ذاكرة مهاجر غريق ))

 أولا : مساء الخير أستاذي القدير ناظم العربي 
ثانيا : فرحين بهطول فيض قلمك المتشبع بالوطنية 
ثالثا : سأحاول أن أضع قراءة بسيطة لهذه الرائعة .
بسم الله نبدأ ..
......
لابرّ لك
قالت النوارس وهي ترحل
ودغدغت راحة كفي صبية كانت تبتسم
لم تكن تبتسم
كانت ترتجف
.................
حينما ألحت العاصفة كثيرا
سمعت صوتا من تحتي
لاعليك سأتكفل بمراسيم الدفن
.......
وأنا أودع الوجوه الغارقة معي 
كنت اراقب بدهشة تعلق عيونهم بالنظر للأعلى وكنت وحدي استعجل الوصول للقاع .

العنوان : 
(( من ذاكرة مهاجر غريق )) 
عنوان مركب جاء بصيغة نكرة ، يعطي أبعاد وبعض الإشارات لولوج الفكرة ..
هو في حد ذاته قصة مكتملة ..
المهاجر : من خرج من وطنه مكرها ، عنوة ، وقد يكون سبب سياسي ، اجتماعي أوغير ذلك الكثير 
أو الظلم والجور وتدني المعيشة ووووو....
الغرق : موت وقد يكون يكون ذا موضعين موت طبيعي وبه نهاية حياة تفارق الروح الجسد لترجع من حيث وجهتها الأولى 
والموت المعنوي ، هو المهزوم الذي خارت قواه بعدما نفذت كل وجهاته وتكسرت مجاديفه ويائس .. وبائس لم يعد له أي ثقة 
وأي اتزان بين عقله وقلبه فسلم دون أن يحرك ساكنا .
والعنوان يعد أحد المفاتيح وبوابة للانطلاق .. والقاص المتمكن وحده من يقدر أن يختار العنوان الصحيح للفكرة المدرجة .
......
الفكرة > 
حاضرة وانسانية وواقعية يعيشها الكثيرين من المهجرين وخاصة في عالمنا العربي 
فمن يدفعه الفضول للمغامرة .. يخيل له بعد خروجه من الوطن سيجد الأبواب مشرعة أمامه وكل حسب وجهته وأسبابه 
ففيه من يغامر من أجل تحسين مستواه المعيشي ، ومن يطلب الزواج ، وفيه من يلجأ للجوء السياسي وغالبا ما تكون 
وجهتهم الدول الأوروبية من سنوات خلت كانت الهجرة الغير شرعية تصب في فكر شباب وشابات المغرب العربي 
وكذلك بعض الدول الافريقية مالي ، النيجر وتشاد و غيرهم الكثير ...من بين الدول الحاضنة ، ألمانيا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا 
وسويسرا واسبانيا دون حساب أي عواقب وما ينتج عن البحر من تقلبات حين يتعكر مزاجه ، فلا يفرق بين هذا وذاك 
ولا أبيض وأسود ، يبلع كل ما تجرأ على خوض المغامرة .
دون حساب لدينه أو جنسيته ، أو لغته ... فيكون حينها الغرق واقع والموت حاضر والناجي إلا من طال عمره .

................
الصيغة > 
أسلوب بمفردات قوية ، متينة البناء مترابطة ومتسلسلة أدت الغرض والحدث المرمى له ، 
كلمات بسيطة جاء الترميز سيدا يخبر دون الإدلاء ، يحيل بذكاء للصورة دون تفسير واسهاب ...
قصة بدأت حكائية وتحركت تدريجيا حتى نهاية ، الفاجعة ، الصادمة ومعها حققت فن القصة القصيرة جدا المتكاملة .
........
التكثيف > 
حاضر وبقوة في الثلاثية المترابطة تلميحا وايحاء دون شرح أو سرد خبري مباشر يفسد المعنى 
بل جاءت المفردات بلغة متينة ، متوازنة ، لغة ملمترية حققت الهدف دون اطناب وحشو أو تكلف ...
راقت لي (( ألحت العاصفة )) دليل على هيجان العاصفة وبحر يدور بين مد وجزر .
(( تعلق عيونهم )) دليل كافي على رغبة التشبث بالحياة والخوف من الغرق .
(( لم تكن تبتسم ، كانت ترجف )) صورة تضاد شاسعة كهيأة موناليزا لا نفهم سرها إلا من عاش تلك اللحظة 
صورة عميقة تنوء بالكثير ، وتحرك المشاعر بكل تفاصيلها ، تحرك الوجدان في الوصف والبناء .
تحول البسمة لرجفة لوحة ممزوجة بين سواد وبياض بين نهار وليل بين مركزي واللامركزي ، الموت واللاموت 
الفرح والقهر ، التحدي والاستسلام .. طويلة الشرح منهكة للفكر ، تحفر عميقا ،، عميقا ولا نصل الحد النهائي .
.........
الخاتمة أو القفلة >
مربكة.. صادمة ، مدهشة .. ماتعة ، مؤلمة .. موجعة ، مفزعة .. غير متوقعة .
لم يتخيلها القارئ أو المتلقي تلك الروح التي تغادر الجسد في هدوء بين تصاعد الروح للسماء وهبوط الأجساد للقاع 
منظر حزين ، أليم ، باكي هي لحظة وداع أخيرة تبصر فيها العيون السماء في حين هناك بين الغرقى انسان مشروخ 
مهزوم ، وكأنه سلم وأراد الغرق لأنه غريق سواء على اليابسة '' الأرض '' أو في قاع البحر وفي كلتى الحالتين ميت ! 
فاختار الموت غريقا ليكون البحر ثراه بعدما ضاقت به وضجت المقابر من حوله على أرض سودها البشر بأفعاله 
دمار ، قتل ، حرب ، وو...
......
في النهاية بجمل مدروسة وثلاثية مترابطة ان حذفت واحدة خل المعنى ..
جاءت بفضاء الكتابة الشعرية ، النثرية وهذا ما يشهد له قلم الناظم .
قصة مضغوطة جدا ، مكتملة بناء وفكرة ، توفرت على الحبكة والتناص السردي ، وكذلك خصائص الققج 
الاستهلال السردي ، تأزيم العقدة ، الصراع والحل ، والنهاية ( الدهشة ) 
الضرف الزماني والمكاني والشخوص ذات قيمة فنية بأبعاد ثلاث ...
وجود فكرة > طرحها ومعالجتها بتحريك الحوار > تناميها وتفكيكها وتأزمها حد الذروة > والخروج بقفلة غير متوقعة ...
وان لم تكن تعتبر مجرد ثرثرة تقبل الكلام الاعتباطى أو نثر خاطرة .
.....
قصة كبسولة ، خاطفة كالوميض ما نلبث أن نفرح به فيسارع للاختفاء !
وهكذا هي قصة الناظم شاعر الوطن 
هناك تعقيب واحد وحيد هو اشارات الترقيم عليك بوضعها 
لترى قوة الصورة كيف تتجلى ، 
وأأمل أن القراءة تحظى بالقبول والاستحسان هي مجرد محاولة بعدما جدفت بي الأمواج الضاربة 
في عمق المشهد ليتحول في النهاية لموت محتوم ... ربما غياب العقل والمنطق أو قضاء وقدر مسجل .
دمت مبدعا وطابت أوقاتك أيها الأصيل .

الأحد، 25 مايو 2014

قراءة لـــ إطار لوحة للكاتب الأردني عوض بديوي

قراءة لـــ إطار لوحة للكاتب الأردني عوض بديوي 

...شاب الدم في عروقه وهو يغزل بها ويزخرفها...

قال الراوي : وضعوا صورته فيها..!!

أنكر شاهد عيان ذلك مقسما : بل وضعوا قطعة قماش سوداء..!!

وأضاف شاهد عيان ثان مقسما: لم يضعوا صورته و لا قطعة قماش..

وأقسم شاهد عيان ثالث: إنهم كسروا الإطار وأحرقوه وصار رمادا تذروه الريح..!!
...........

قراءة الأستاذة : خديجة بن عادل

قصة تستفز فتحفز وتدعو للتأمل 
لو نظرنا في حبكة الفكرة نجدها جميلة وعميقة لعمق ذات الكاتب 
لو حللنا شفراتها لتعددت الرؤى إلى الكثير ، الكثير مثلا : 
ـــ قصة حياة ، معاناة ، الإجتهاد في ابراز البياض ، انعكاس الأمل ، توقعات بالإشادة في المطلق من من شاب الدم بعروقه / 
وهناك شخوص تنفي وجوده بالتغاضي عن ذكر ما جاء به من فعل '' الزخرفة '' 
في حين هم ينظرون للأشياء الجانبية '' الحافة '' التي تقصيه وتبعده عن مقعده الأصلي من اللوحة 
لم لم يتحدثون عن مسيرته ؟ لم لم يتناولوا بنات أفكاره ؟ لم الإبتعاد عن '' اللب '' والنظر '' للقشور '' 
أجزم أن هذا الفعل ينطبق على غالبية شعوبنا العربية 
لو نظروا للأمور بمزيد من الجدية والوعي لما انتهى الأمر للحديث عن اطار اللوحة والتجني الحاصل 
في الاقصاء ! 
* اطار لوحة كعنوان جميل جدا أعطى القصة أبعادا أكبر 
اللغة متينة البناء ومضغوطة حد الإمتاع 
القفلة رغم جمالها الحكائي إلا أنها مفزعة وصادمة في تفاوت الأراء وتعددها .
أولويات القاص هنا هو ايصال رسائل مشفرة لكل متلقي بعالمنا من أجل الفطنة والخروج من دائرة السلبيات 
وحملة توعوية تصف لنا ملامح الأخطاء التي نرتكب بكل مرة .
المفارقة حاضرة وقوية 
للأسف الشديد لو رجعنا للتاريخ لوجدنا ثغرات وأخطاء فادحة 
وهذا هو '' عيبنا '' نحن نرسم ونكتب التاريخ وهم يشوهوه لأنهم بحكم المتفرجين الحاقدين أو الغيورين أو ...
قد يكسر الإطار ويحرق ممن لا يفقه لكن لا ننسى جزاء الفعل ولمن ترجح الدفة في الأخير
تحيتي أستاذ عوض بديوي وأأمل أن فكري لم يذهب بي بعيدا فلا أجد من يرجعني الديار :)

تمت بأكاديمية الفينيق 

قراءة في نص / انتظار على باب القيامة لملكة المجاز أمال محمد الأردنية

انتظار على بـــــــــاب القيامة !!

قرأته بعينين عاشقتين 
ضاق ثوبها ...خلعته 
ولبست لغته
تحولت نطفة 
تنتظره على باب القيامة


قرأها بشهوة وماء
ضاق ثوبه ...خلعه
ولبس جسدها
تحول نطفة
تنتظرها على باب الرحم
................
قراءة في أبعاد النص خديجة بن عادل 

الفرق بين تكوين المرأة والرجل يختلف جذريا 
فالمرأة دماغها بإمكانه استقطاب عدة أنشطة بنفس الوقت ويعمل بانسجام وتوافق في كم عمل وظيفي بآن واحد 
في حين أن الرجل طبيعة خلقه الفطرية لا يمكن أن يفعل ذلك فوضائف المخ عنده تركز على ترتيب أعماله 
الواحد تلو الآخر بمعنى أنه عندما ينشغل بأمر لا يمكنه التركيز بشيء آخر لذا القدرات العقلية والنفسية تختلفا 
فطريا عند كل منهما ولهذا وجب التكامل بينهما في العلاقة تشاركيا من أجل خلق توازن .
نرجع لمضمون القصة هنا .
بين قراءة المرأة والرجل فرق شاسع أولا : هي تنظر إلى أبعد من الحب ذاته بما يحتويه من وفاء ، عطف ، احتواء ، حنان ، مسئولية 
هي تفكر فيما بعد العلاقة وما ينتج عنها تفكر في الروح التي تنتظر على عتبات البعث 
تحمل الرجل مسؤلية كل نطفة فارقتها في زمن الإنتظار / 
أي تحولها '' بلبس لغته '' دلالة قوية على تنازلات قدمت بسبب عدم استيعاب الرجل مدى قوة ونشاط فكر المرأة 
في العطاء لأن '' العطاء '' فيها احدى ميزاتها الفطرية .
أي قزمت أو اختزلت طريق الوصول فلم تنل إلا جفاف وهوة تتسع وتتسع لكن تتقلص في الحواصل 
أي تصبح نطفة تبعث بالحياة في داخل الأرحام /
هي تؤكد أن الرجل لحد اللحظة لم يقدر فك طلاسم المرأة في أبعادها النفسية بل هو يعمل على وظيفة فطرته 
'' الأخذ '' وهذا ما تطرقت له في الجزء الثاني '' بين شهوة وماء '' اسقاط واقعي ومنطقي لمحرك الغريزه عنده 
اذا هو ينظر كيف يلبس الجسد وهي تنظر كيف تلبس لغته وشتان بين هذا وذاك 
هي تريد فهمه واستيعاب كل ما يحيط به من فكر ، تنظر في طبيعة نشأته وتحلل وتفسر ما قد يسعده 
وتسعى إلى تلبية رغباته الملموسة في حين تتغاضي عن رغباتها المحسوسة 
المرأة لا تريد الملموس بقدر المحسوس وهذا فارق لن يستطيع وصول غايته الرجال !
وهذا ليس انقاصا أو اجحافا في قدره بقدر ماهو طبيعة خليقته ./ 
ثانيا : عندما نتأمل القصة لغة جاءت قوية البناء والترابط في أحكام تسلسلية توحي بذكاء ولا تخبر 
حقيقة فيها بعض الغموض المستحب الذي يبعث في النفس روح التأمل من أجل ايجاد اجابات شافية 
تعطي القصة عدة أبعاد واسقاطات من منظور كل متلقي .
عن نفسي وجدت الدهشة والمتعة لغة وفكرة في رصد أفاق القص .
المفارقة / متوفرة وموجودة 
في العمل الوظيفي في فكر كل واحد فيهما 
بين المحسوس والملوس / بين الأخذ والعطاء / بين البعث و الحياة / بين الحب والشهوة / 
إذا نحن أمام ح ـــالة تباين وصراع بين فكر وجسد وروح.
وهذا التشابك والتلاحم بين جنسين '' ذكر '' و'' أنثى '' باختلاف الطبيعة الخلقية فزيائيا ونفسيا وجسديا وفكريا 
بين فطرة واكتساب نجد المرأة هي الثمرة من تزرع بالأخير الفرح لأن لغتها الوحيدة هي العطاء .
العزيزة : آمال محمد 
سر الحكايا والقص من الصعب جدا خوض أغوار القص عندك لأنه كلما تعمقنا وكلما أعدنا القراءة 
تتعدد الرؤى ولا تستقر الخلاصة على مدلول واحد وبهذا أقول فخرا أن لقصك متعة لآمتناهية 
حفظك المولى وعلى باب القيامة الرجل مسؤول أمام الله على الهدية التي وهبها اياه .
كوني بخير وعلى المودة والحب دائما نلتقي .

تمت بأكاديمية الفينيق 

في المخيم / للأستاذ ناظم العربي العراقي

في المخيم / للأستاذ ناظم العربي العراقي

الطفلة التي خسرت ذراعها في قذيفة عمياء
تخبئ كسرة خبز يابس من الأمس
تحت وسادتها
شاورت أمها : أبي جائع
سقطت الكسرة على الارض
داسها صبي يركض

.........

* في المخيم :  قراءة خديجة بن عادل

القصة هنا موجعة ومؤلمة
أولا لأني أرى في ح ــــــــــــالة الطفلة
ــــ الجوع والحالة المزرية التي تعيشها بالمخيم
ــــ حالتها الجسدية والنفسية جراء فقدانها ذراعها
ــــ رغم الصغر إلا أنها لا تخلو من المسؤلية حين طلبت مشورة الأم في سؤالها عن الوالد
ــــ حرمانها حق الطفولة في اللعب واللهو مع أصدقائها ( وكيف يتم وهي في عجز نسبي )
....
قصة قصيرة جدا تعمقت وصورت ونقلت لنا مشهد ما يتعايشه الأشخاص في المخيمات
جراء الحروب سواء كبار أم صغار
جاءت القصة خبرية بلغة سلسة أدت غرض الفكرة صحيح هي كالوخز على قلوبنا
لكن هي نقلة واقعية من قلب الواقع المر الذي يركض وراء الخراب والأنا .
ماشد انتباهي في القصة الشخوص .
الطفلة موجودة ، الأم حسب المشاورة موجودة ، الأب أين هو ؟!
هل هو مقعد كذلك ؟ أم ميت ؟
لم صمت الأم حين سألت الطفلة عن جوع أبيها ؟
بين تخبئة الكسرة اليابسة وسقوطها دلالة واضحة عن عدم الأمن والأمان
عدم الإنتماء عدم الراحة ، عدم الطمأنينة مما يلوح في فكر المتلقي
أن المخيمات لا تتوفر على أبسط الحقوق من أجل الراحة .
أستاذي القدير : ناظم العربي
تقبل فائق التحايا وأجملها
ونأمل للأسراب المهاجرة عودة للديار ..
قراءة تمت بأكاديمية الفينيق 

قراءة في نص الققج للكاتبة الأردنية أمال محمد

"لية يا بنفسج" آمال محمد

النص...


تقلب الفنجان قرب النافذة
.. والخاتم يضييق

تقلب ذاكرتها قرب الفنجان
.. والطاولة تتسع

تقلب الورقة قرب الفراغ
.. والقلم يجوع

تقلب الفراغ قرب القلم
.. والورقة تموت
............

* ليه يا بنفسج / قراءة وتحليل خديجة بن عادل

تنقلت في تقليبها للأشياء بين الملموس والمحسوس وبفتح النافذة فتحت الذاكرة وفتحت معها الفكرة
التي أرادت أن تعالجها القاصة من خلال المرأة وبإيحاء جميل وصيغة مدروسة بالمليمتر باستخدامها اللفظة الدالة
التي ترمز للمضمون دون مباشرة وأخذت تأزم الطرح '' الفكرة '' حتى الخروج من بوتقة السؤال لما هو جواب شافي
ووافي قد يعيد للبطلة بعض شهيق من أجل استمرارية في ظل المعاناة التي تعيشها والتي تتمثل في ح ــــــالة الفقد
والحنين الكبيرين لما فات وما تترقبه .
ومن رحم الألم تسطر من وجعها أمل كيف ذلك نرى ؛
(( تقليب الفنجان قرب النافذة .. والخاتم يضيق ))
صورة دالة تؤثث للمشهد من أجل ابراز عامل الزمن الذي فعل
فعله بالإنتظار مما يوشي أنه مر زمن كبير من أجل القبض على ما تريده ومع جلوسها أمام النافذة..
التي تطل على الفضاء الخارجي كي تبصر أبعد نقطة في المدى وتتطلع الأفق بكثير من الأمل لكن بإيحاء جميل دون أي اسهاب
في الشرح من القاصة أكدت أن الخاتم ضاق مما يبين أن العامل العمري في تقدم ولم تبق الأمور على طبيعتها
. وتنقلت بنا في تقلباتها حيث وصلت في القول :
(( تقلب ذاكرتها قرب الفنجان .. والطاولة تتسع ))
وما تأثير هذا التحول إلا أن يعطي اشارات أن التقليب في الذاكرة
المحسوس يفتح الأبواب ويشرعها على الكم الهائل المخبوء داخل هذه الذاكرة المزدحمة بالصور والمشاعر بما كان
بين المفرح والمحزن اذا هنا حنين وغوص داخل الوجدان والوقوف بالتأمل عند محطات كثيرة كانت بمثابة الأوكسجين
اذا لم لا تتسع الطاولة للحديث باخراج الأهات والأنين والوجع وحتى الفرح ولو لحظي .
من يرى المفردات يقال بها مبالغة لكن بأسلوب ذكي وظفت في مكانها الصحيح .
وهو رد طبيعي لكل من يرى في الفضاء الخارجي لا شيء فتعود للشيء بالتقوقع داخل الفضاء الداخلي
كونها لم تتخلى عن ما كان بالأمس .
وبعدها تتنقل بنا تدريجيا لتصف لنا قائلة :
(( تقلب الورقة قرب الفراغ ... والقلم يجوع ))
الله على هذا المقطع الذي زاد من قيمة القصة واستفز القلم
كي يريح هذه المرأة من ألمها ويحررها من وجعها ونزاعها الدائم وما الفراغ هنا هو إلا فراغ روحي..
لفقدان نصفها الثاني وهو الشريك '' الرجل '' الذي لمحت له في البدء بالخاتم .
الفراغ هنا ليس الفراغ بمفهومه بل هو ذلك الفراغ العاطفي الذي لم تمحى بصمته وبرحيله ترك هذه المرأة
تتعذب وبما تملأ هذا الفيض والحنين والشوق والولع إلا بنظرتها للقلم جانبا عسى يخفف وطأة ماتبق من بعض الأمنيات أو اخراج مكنونات النفس وما حواها الا بقرار أوحد هو استخدامه كأداة تعيد للنفس بعض من الطمأنينة
وهكذا تؤسس لإكتمال المشهد وتزيد من قوته البنيوية بتحريكه وتحويل المشكل لحلول في
(( تقلب الورقة قرب الفراغ ...والورقة تموت ))
وهنا نجد أن السرد جمع بين تراكم تجربة ذاتية ووجدانية مع جماليات اللغة
التصويرية خلق لنا ميلاد نص أدبي رائع باختلاف المسمى له تأثير نفسي في ذات المتلقي بطبيعة الحياة الاجتماعية
التي تفتح على عوالم انسانية وعاطفية باقتناص اللحظة من حيزها الزمني الماضي واخراجها بتحريرها بالحركة بأسلوب مشوق عبر النسيج الحكائي الذي ينوه إلى التدفق المعرفي والوعي الكامل لفلسفة الألم مابين / سلبي / وجودي / رومنسي / انساني / ايجابي .
لو نعود للقصة في مضمونها نجدها حالة فقد تعبر عن الألم واللذة معا وتأرجح الذات بين الرغبة الملحة والتعلق
بأحاسيس تشد إلى الهاوية لذا تجد النفس في حصولها على ما تريده تتعلق
وفي حالة الحرمان ترغب أكثر فأكثر
لذا وجب على المرء الخروج من دائرة الضياع والقلق بتسليط الضوء وأنوار فكره لمعالجة الأمر باخراج هذه المأساة
التي تسكن روحه ووضعها على الورق ومع موت الورقة التي امتلأت عن آخرها تكون هناك ولادة
التي تتمثل في أمرين :
أولها كتابة أدبية رائعة سلطت قدراتها المعرفية في معالجة المشكل
وثانيا الخروج من دائرة الذات وتطلع المرء لإنسانيته في التعبير عن نبل العواطف وسموها .
اذا فخلاصة قولي لا يتألم إلا العظيم الذي وصل بايجاب انسانيته الى روحانيته فأدرك الفروق
وقام بعلاج المشكل بشعور علوي يعكس على العالم بالايجاب وتفوق على الذات..
بمعرفته الحقيقة السامية ...
بسلبها وايجابها ويعد تجاوز إلى الغبطة ولو وقتية .
............
العنوان ليه يابنفسج قال الكثير يعد سؤال به عتاب للنصف الثاني الرجل الذي ترك بصمة لا تمحى ورحل
الفكرة : رائعة رغم حزنها وعولجت بطريقة قاصة متمكنة فتأسست بين تناميها في مراحل أربعة حتى الميلاد
الصيغة : ممتازة لغة ومبنى فالقاصة لها أسلوبها المجازي والرمزي المكثف الذي يغني ويزيد
المفارقة ! موجودة في أكثر من موضع بين الملوس والمحسوس في الفعل ورده في عمليات التقليب المتتالية
الأربعة للأشياء وكذلك في الفضاء الخارجي والداخلي الذي أبحر بنا إلى عواصم الوجود .
القفلة : حققت المتعة ، الصدمة ، الربكة والدهشة كيف
المعروف أن الموت هو فناء الشيء لكن براعة القاصة أخذنا بنور بصيرتها لمدارك الوعي الوجودي بماهية الذات
فعكست روحها وتغلبت على ألمها لتخرج من عصارة المعاناة ميلاد ابداعات فنية أدبية باختلاف المسمى .
الأهم هو تغلبها على الفراغ وانتصارها بتحقيق غايتها الأسمى بتبليغ الرسالة
فمن يبحث يجد ومن يتفحص ويتمعن يصل إلى الخلاص .
العزيزة امال محمد أتدري أنه رابع رد أكتبه ؟! بكل مرة يطير ادراج الرياح لسبب أو لأخر لكن هذا لم يحبط عزيمتي
بل وددت أن أقول أنك كاتبة لك حسك القصصي ممتاز وعالي به رسائل عظيمة مشفرة تتزاحم في كتاباتك الصور
فتمتع وتدهش وتبلغ المتلقي أن وجود الذات أسمى من أن تتخبط في دائرة الضياع والقلق .
أجد قصتك تحركت تدريجيا من السرد الحكائي للحركي بآخر نقطة على الورقة التي شهدت نور فكرك
الذي يعتبر كطلح منضود / وأقل ما أهبه النجوم .
هذا ما جال بفكري اللحظة وما غلق حبرك على آخر أمنية من قصك وهبنا ما ينشده اي قارئ
تحيتي ودمت بارعة القص قولا ومعنى .

تمت القراءة بمنتدى أكاديمية الفنينيق